الحياة المرنة: فن التعايش مع الخطر

Abstract

الأمن في الغالب خرافة؛ فلا وجود له في الطبيعة، ولا ينعم به بنو البشر ككل. تجنب الخطر ليس أكثر أمانًا على المدى الطويل من التعرض المباشر له، الحياة إما مغامرة جريئة، أو لا شيء»! مقولة للأديبة الأمريكية «هيلين كيلر»، تُقتبس عادةً في سياقات برامج التنمية البشرية؛ فلأن تُواجه الخطر وأنت حُر ٌخيرٌ لك من أن تلتمس الأمن وأنت ترزح تحت وطأة العبودية؛ ولأن تتجاوز مخاوفك التي تُحذرك من الخطر أكرم لك من أن تستسلم لحياتك البائسة عاجزًا! لكن المقولة – كغيرها من كثرة من المقولات – لم تعد تحفيزية كما قد يُوحي محتواها، بل باتت بمثابة قاعدة سياسية وإدارية هدفها الأول والأخير إعادة صياغة العقد الاجتماعي المتعارف عليه لقرونٍ طويلة خلت: من ضمان الحرية والأمن وحل المشكلات الحياتية العالقة إلى الحكم والهيمنة والرقابة دون ضمانات، وهو ما تجلى بوضوح في التعاطي السياسي مع أزمة كورونا على امتداد العالم منذ اندلاعها في ديسمبر من العام الماضي؛ حيث تراوحت ردود الأفعال الحكومية من إنكار للوباء في البداية، إلى تبادل الاتهامات حول مصدره، إلى رفض تحمل المسؤولية إزاء الأعداد المتزايدة من الإصابات، إلى استغلال الأزمة اقتصاديًا باستبعاد كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة من معادلة الوجود من جهة، وفرض المزيد من الضرائب والتبرعات الجبرية من جهة أخرى، ووصولاً إلى عدم الاكتراث الرواقي المتمثل في إنهاء حالة الإغلاق وترك الشعوب تواجه مصيرها المحتوم

Author's Profile

Salah Osman
Menoufia University, Egypt

Analytics

Added to PP
2020-11-04

Downloads
178 (#72,086)

6 months
54 (#72,674)

Historical graph of downloads since first upload
This graph includes both downloads from PhilArchive and clicks on external links on PhilPapers.
How can I increase my downloads?