فضائل العقل إبستمولوجيا الفضيلة في سياق التَّنمية الثقافية -/- إحدى السمات الرائعة لجنسنا هي ميله إلى البحث. ولكن البحث يمكن أن يسير بشكل جيد أو بشكل سيء. وربما يرد الخطأ إلى خلل في قدرة إدراكية مثل ضعف الذاكرة، ومع ذلك، غالبًا ما يصدر نجاح أو إخفاق البحث عن مصدر شخصي. إذ يتطلب ممارسة سمات شخصية عقلية مثل الملاحظة اليقظة، أو التحليل الدقيق والشامل، أو التفسير والتقييم المنصفين. عندما نفكر في الشخصية أو الفضائل، فإننا نفكر في شيء أخلاقي على نحو مميز. (...) ولكن السمة الأخلاقية لا تستنفد السمة الشخصية. ذلك بأن للسمة الشخصية بعدًا معرفيًا أو عقليًا: يمكن أيضًا الاعتماد على الشخص الفاضل للاهتمام بغايات مثل الحقيقة والمعرفة والدليل والعقلانية والفهم. وبسبب هذا الاهتمام ستظهر سمات معرفية أخرى مثل حب الاستطلاع، والانتباه، والحرص، والشمولية في البحث، والإنصاف، والانفتاح العقلي، والأناة الفكرية، والصدق، والشجاعة، والتواضع. وعندما تزودنا إبستمولوجيا الفضيلة بأوصاف الفضائل المعرفية، فإنها تهدف إلى تشجيع كائن عقلي جيد، وتدعم الإصلاح الثقافي والازدهار الفكري. ويكشف العمل الحالي في إبستمولوجيا الفضيلة التطبيقية عن مشروعات أخذت طريقها إلى التنفيذ في التعليم. تهدف أكاديمية الفضائل العقلية، مثلا، إلى تعزيز الفضائل العقلية. زد على ذلك أن أنصار إبستمولوجيا الفضيلة يقومون أيضًا بتطبيق وجهات نظرهم على مسائل تتعلق باتخاذ القرارات البيئية، والرعاية الصحية والطب. وتهدف هذه المقالة إلى تحديد موضوع إبستمولوجيا الفضيلة، وبيان نشأتها واتجاهاتها، وتهدف أيضا إلى تفسير طبيعة الفضائل العقلية، وبنيتها، ودورها في استدامة التَّنمية الثقافية. -/- . (shrink)