Https://Atharah.Com/ (
2022)
Copy
BIBTEX
Abstract
تندرج معالجة دولوز لمقولة مجتمع التحكّم في سياق معالجته الفلسفية للتغيّرات الّتي طرأت على المكان والفضاء والزمن وعلاقاتها في المجتمع الاوروبي المعاصر. وتتصل هذه المعالجة بمجمل فلسفة دولوز السياسية الّتي يُلحَظ في بعض أقسامها أثر التدبّر الفوكوي لتاريخ المجتمعات من جانب الأصوات المكبوتة والمهمّشة والمُخضَعة. ويرى البعض أن دولوز، في قراءته لفوكو، يصحّ النظر إليه بوصفه مكمّلا لهذا الأخير الّذي يمكن وصفه بأنّه منظّر مجتمعات الانضباط، بالأخص في كتابه راقب وعاقب. وهكذا لا تنفصل الرؤية الدولوزية لمجتمعات التحكّم عن الرؤية الفوكوية لمجتمعات الانضباط وقبلها مجتمعات السيادة. ففي تكملة لعمل فوكو، يميّز دولوز بين ثلاثة أصناف متعاقبة من المجتمعات: مجتمعات السيادة، والمجتمعات الانضباطية ومجتمع التحكّم. ولكلّ مجتمعٍ منها تقنياته السلطوية الخاصة وأجاهيزه الّتي تتيح الاشتغال عبر تنظيم الفضاء بطريقةٍ محددة. في هذه المقالة، نستعرض مفهوم جيل دولوز لمجتمعات التحكّم الّتي تعمل في فضاءات مفتوحة وترتكز على دفوق الاتصالات واكسيوماتية الرأسمالية، في مقابل مجتمعات الانضباط الّتي أبرزها ميشيل فوكو في كتابه راقب وعاقب(أو المراقبة والعقاب). كما سننهي المقالة بسبل المقاومة الّتي نظّر لها دولوز في سياق الكلام عن مجابهة التحكّم.