Abstract

انتهت التراكمية المعرفية التي أنتجتها الحضارات - منذ أن فاعل الإنسان عقله مع مختلف مظاهر الحياة وحاول تفسيرها ووضع لها قواعد تضبطها ونظريات تؤسس لوجودها فشكلت نمطا تحاوريا بين مختلف الحضارات على اختلف توجهاتها وأرضياتها المشكلة لها، فكان أن احتضنت حواضر متعددة على وجه الأرض قفزات حضارية في ميدان التقدم والرقي وخدمة الإنسان وتيسير الحياة ، فكانت خدمة الإنسان سابقة لكل اعتبار، فطور العقل الطب للمحافظة على هذا البشر وطور الحرف ثم الفيزياء والكيمياء والتكنولوجيا ودائما كان الإنسان محورا طورا ومطورا لہذا التراكم الحضاري طورا آخر. منذ حضارات بلاد الرافدين مرورا بالفراعنة ثم،ونان والرومان والحضارة العربية الإسلامية وصولا إلى الحضارة الحاضرة والمعاصرة كان الدين يرافق مهمة الإنسان في الحياة وييسرله سبل العيش فيها وينظم ما استعصى منها عليه. وفي خضم هذا التحول المستمر كانت مصطلحات الإخاء والعداوة والتواصل والتثاقف والحوار والتصادم والحرب والسلم والتحضر والتجاور تدخل قاموس التباري بين منظومتين تحاولان أن توجد مسافات التباعد بينها،وتأخذ في كل دور تلعبه تسمية فإذا تعلق الأمر بالزمن قلنا (قديم - حديث) وإذا تعلق بالجغرافيا قلنا (شرق – غرب) وإذا تعلق الأمر بالدين قلنا (مسيحي – إسلامي) وقد يكون بعده حضاري فنقول الحضارة العربية والإسلامية والحضارة الغربية . بين ضفتي المتوسط عاش المستشرق جاك بيرك حياته متجولا بين أطراف بلدانه يزداد علما وثقافة وارتباطا بخصائص هذه الحواضر