ديناميات وتحولات المجتمع المغربي: دراسات سوسيولوجية وأنثروبولوجية

maroc المغرب.Rabat الرباط: Imprimerie Rabat Net مطبعة الرباط نت. Edited by الصديق الصادقي العماري وآخرون (2001)
  Copy   BIBTEX

Abstract

لقد صار من غير الممكن أبدا نفي الضرورة الملحة لدراسة التحولات الاجتماعية والديناميات المجالية التي يعرفها المجتمع المغربي المعاصر. فقد عرف المغرب الظاهرة الكولونيالية، كما انخرط في الحداثة التقنية والتنظيمية، مثلما اندمج في سوق الاقتصاد العالمي، ونظام العولمة بتحدياته المختلفة. كما دخل هذا المجتمع في عصر سمته الأساسية هي الحركية، سواء كانت هذه الحركية أفقية داخل المجال، أو حركية عمودية في السلم الاجتماعي، وفي مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية. وبسبب هذا الوضع، كان على الدراسات الاجتماعية، أن تواكب الواضعة الراهنة للمجتمع، بتكثيف وتجديد مقارباتها، حتى تكون قادرة على فهم وتحليل مختلف الظواهر التي يطفح بها المشهد الاجتماعي المغربي، بمختلف مكوناته ومجالاته المختلفة، سواء في مجال القرى والواحات، أو في مجالات المدن وأحوازها. وإذ نؤكد هذا المعطى الذي لا يمكن أن تغفله العين السوسيولوجية، فإن هدفنا من خلال هذا العمل هو محاولة دراسة وتحليل المجتمع المغربي في قلب التحولات، لهذا تلامس المقالات المدرجة ضمن هذا العمل مجالات وجوانب عديدة من عمليات التحول التي يشهدها المجتمع المغربي، بمقاربات وطرائق مختلفة ومتقاطعة في آن واحد. وسيجد القارئ أن العنوان الذي اخترناه لهذا العمل يعبر إلى حد بعيد عن طبيعة مسعانا. فرؤيتنا هذه نابعة من قناعتنا الراسخة بأهمية المعرفة والبحث العلمي المتكامل، خاصة إذا تعلق الأمر بموضوع الديناميات والتحولات المختلفة التي لا يمكن الإمساك بها إلا من زاوية التعدد والتكامل المعرفي، على الرغم من التحديات والثغرات التي قد تواجه مثل هذا الطموح. توجه هذا العمل تساؤلات كثيرة تستدعي نفسها، من قبيل: هل انتهت الفلاحة العائلية بالمجالات الرطبة؟ وما الذي تبقى من السكن التقليدي بالواحات؟ وما هي مختلف الديناميات التي شهدها المجتمع القروي المغربي؟ وإلى أي حد ساهم الاستعمار كلحظة "مثاقفة كبيرة" وكل عمليات التحديث وسياسات التنمية الوطنية مند الاستقلال، في تغيير البنيات الفكرية والقيّم الثقافية للمجتمع المغربي التقليدي؟ وهل ساهمت المدرسة في الحدّ من التراتبية الاجتماعية القائمة على التمييز الجنسي والاثني؟ وكيف أثرت هذه الديناميات على علاقة الفرد المغربي بالمجال والجسد وتراثه الأنثروبولوجي المتنوع؟ وهل يمكن القول بأن المجتمع المغربي يتجه أكثر فأكثر نحو قيم السوق والفردانية؟ بناء على هذه الأسئلة وغيرها، تتنوع أعمال هذا الكتاب، بين الاهتمام بالفلاحة العائلية(د، بن محمد قسطاني)، وتحولات المجتمع القروي(الباحث: الصديق الصادقي العماري) الذي ساهمت فيه عوامل كثيرة، كالاستعمار والمدرسة التي سرعت وتيرة التغير على مستوى الحركية الاجتماعية للفئات التي كانت تنتمي إلى القاع الاجتماعي قبل الاستعمار(ذ، عبد الكريم الوزيري)، كما أن الديناميات السوسيو-مجالية لهاته المناطق، خاصة بمجال الواحات(د، محمد جاج)، إلى جانب الهجرة الداخلية والخارجية، وانفتاح المجتمعات المحلية على القيّم الحديثة، غيرت بشكل كبير نمط السكن التقليدي وأزاحته من موقعه(د عبد الفتاح الزهيدي)، كما لعبت دورًا كبيرا في التأثير على الأدوار الاجتماعية والممارسات الثقافية والرمزية المرتبطة بالجسد وتحولاته التي امتدت إلى الأنثى بالمجالات الواحية(د، ابراهيم حمداوي). وقد حاول الباحث (محمد كركوب) من جهته، الوقوف عند التحولات التي شهدتها قيّم الزواج ومؤسسة الأسرة داخل المجتمع، أما الأستاذ (عبد القادر محمدي) فقد تناول أنثروبولوجيًا طقوس الليلة الكناوية وبعض ما شهدته من تحولات، كما حاول الباحث (عبد العزيز اجدي) تتبع بعض التحولات القيمية التي شهدتها ثقافة المجتمع المغربي، و من ضمنها ما ركز عليه الباحث (صلح نديم) بخصوص التحولات التي طالت الرصيد اللغوي للطفل. وإلى جانب هذه الديناميات، فإن المغرب لم يعد فقط، بلدا مصدرا للهجرة، أو محطة عبور فحسب، بل صار بلدا حاضنا للمهاجرين الأفارقة بشكل خاص، الأمر الذي طرح أمامه مجموعة من التحديات الاجتماعية والثقافية، من ذلك مثلا، تلك التحديات المتعلقة بسياسة إدماجهم داخل المجتمع وسوق الشغل، وهو ما تقصاه الباحث (عبد الله أزرار). إن هذه التغيرات والديناميات التي شهدها المجتمع المغربي على مستوى بنيات تفكيره ومؤسساته وروابطه، مند الاستعمار، لم يصحبه بالضرورة اختفاء الأطر الفكرية والمؤسسات التقليدية التي كانت تحكم المجتمع، لذلك لم يتأسس الرابط السياسي والمدني، بشكل يمكننا الحديث عن مجتمع حديث بالمعنى السوسيولوجي للكلمة. فالإجراءات التي أحدثها الاستعمار ثم الدولة الوطنية، إلى جانب التحضر النسبي للبنيات التحتية في المدن القديمة والناشئة على حد سواء، على الرغم من أنها عملت بالتدريج على تفكيك البنية القبلية وخلخلة البناء الاجتماعي التقليدي، بإدماج المجتمع القبلي في المؤسسات الجديدة عبر عمليات بناء الدولة وتبني نظم التحديث والتنمية التي اتخذت أشكالا سياسية واقتصادية واجتماعية متنوعة، إلا أن الباحث (رشيد الزعفران) قد سجل ضعف وهشاشة الرابط المدني والسياسي، في مقابل استمرار حضور الرابط الأسري الذي حافظ على قوته. إننا، إذ نقدم هذا العمل لعموم الطلبة والأساتذة والباحثين، فإنه يسعدنا أن نتوجه بالشكر الجزيل لكل المشاركين من الأساتذة والباحثين، وكل أعضاء اللجنة العلمية الذين عملوا على مراجعة المقالات وتحكيمها. ولابد من الإشارة هنا إلى أن ترتيب المقالات ليس له أي علاقة بمكانة الباحث، بل يتعلق الأمر بالتوزيع الموضوعاتي للأعمال بما يتماشى وتنظيم أقسام وفصول هذا العمل، الذي نرجو أن يشكل إضافة نوعية للمكتبة المغربية. لجنة التنسيق: الصديق الصادقي العماري رشيد الزعفران

Author's Profile

Dr.Sadiki Amari Seddik
Université Sidi Mohamed Ben Abdellah Fes-maroc (Alumnus)

Analytics

Added to PP
2024-01-08

Downloads
443 (#51,066)

6 months
235 (#9,355)

Historical graph of downloads since first upload
This graph includes both downloads from PhilArchive and clicks on external links on PhilPapers.
How can I increase my downloads?