تحولات المجتمع القروي بالمغرب: نماذج وقضايا

In Seddik Sadiki Amari & الصديق الصادقي العماري وآخرون (eds.), كتاب مشترك بعنوان: كراسات تربوية. maroc المغرب .Errachidia الرشيدية: Imprimerie Belaf9ih مطبعة بنلفقيه. pp. 11-42 (2013)
  Copy   BIBTEX

Abstract

ما المجتمع القروي؟ وما هي أنواع وأشكال البنيات والمؤسسات التي تشكله؟ وكيف تتفاعل؟ وما هي أشكال التضامن والتعاقد في العالم القروي؟ وما نوع التراتب الاجتماعي الذي يتشكل فيه؟ ما الثابت وما المتحول فيه؟ وما هي أشكال وأسباب هذا التحول؟ ما مصدر السلطة؟ هل "اجماعة" أم القبيلة أو المخزن؟ وما هي انعكاسات ذلك كله على الحياة الاجتماعية بالقرية؟ استطاع الإنسان القروي، على مر التاريخ، أن يتأقلم مع بيئته رغم قساوة الظروف الطبيعية، حيث عمل على توفير الشروط المناسبة لهذا التأقلم، من خلال إنشاء قلاع وقصور وقصبات، مستعملا الطين والطوب والحجر والماء والتبن، ومنتوجات محلية من خشب الأشجار. كما تم خلق نظام مائي يعتمد على مصادر تقليدية مثل الآبار و"الخطارات" وأشكال بورية، من أجل بناء نظام إنتاجي محكم، للتحكم في تعبئة الثروات المائية والترابية والنباتية، من أجل ضمان استقراره واستمراريته. هذا التفاعل مع البيئة الصحراوية في مجالات الحياة الطبيعية والثقافية والاجتماعية، يبرز الأهمية البالغة لهذه البيئة باعتبارها نظاما وإنتاجا فكريا يحمل تصورات ومعتقدات وطرائق وأساليب الإنسان القروي في التفكير والعمل، سواء تعلق الأمر فالأفراد أو الجماعات. وبهذا المعنى، تعتبر العمارة والتنظيم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي للمناطق القروية والواحية مدخلا من مداخل فهم الحياة الاجتماعية بمختلف أبعادها، والتعرف على التحول الذي طرأ عليها على مر التاريخ، ومختلف المؤثرات الداخلية والخارجية المساهمة في هذه الدينامية، ″هذا التغير أو التغيير في نمط الحياة يعود في جزء منه إلى تداعيات السياسة الاستعمارية بهذه المناطق التي عملت على هدم البنيات التقليدية القائمة على الترحال والتنقل والتضامن الآلي، وإعادة بناء بنيات جديدة تستجيب للمتطلبات الثقافية والاقتصادية التي أصبحت تمليها الحياة العصرية" . وبهذا، يجد المجتمع القروي ذاته أمام مجموعة من التحديات والإكراهات، تتأرجح بين الاستقرار والتأقلم مع متطلباته، وبين التحضر وقوة زحفه، وكل ذلك سينعكس على سلوكات الأفراد والبيئة الطبيعية، خاصة أمام ندرة الماء الذي تتمركز حوله جل العلاقات الاجتماعية والقيمية والثقافية، مما سينعكس لا محالة على القطاع الفلاحي والزراعي الذي يعد مفتاح النشاطات الاقتصادية والمعيشية اليومية بالواحات. كما أن التزايد الديمغرافي بالمجتمع القروي أمام قلة الموارد الاقتصادية، وهشاشة السكن القديم في غياب الترميم، سيدفع البعض إلى الهجرة الداخلية إلى المراكز المدينية، والخارجية إلى بلاد أوروبا. الملاحظة الأولية في فضاءات القرية تبرز نوعا من الثبات في مجموعة من البنيات خاصة الثقافية في جانب منها، والتي تتبدى من خلال الطقوس والعادات والتقاليد اليومية، غير أن هناك تحولات تطفو على السطح من خلال سلوكات وممارسات ظاهرة في المعيش اليومي للإنسان وفي سيرورة المجال.

Author's Profile

Dr Sadiki Amari Seddik
Université Sidi Mohamed Ben Abdellah Fès-maroc

Analytics

Added to PP
2024-01-09

Downloads
81 (#88,853)

6 months
81 (#54,210)

Historical graph of downloads since first upload
This graph includes both downloads from PhilArchive and clicks on external links on PhilPapers.
How can I increase my downloads?