أزمة القراءة في المؤلفات النقدية

Revue Brochures Educatives مجلة كراسات تربوية 1 (1):132-142 (2014)
  Copy   BIBTEX

Abstract

تهدف أنشطة المؤلفات حسب التوجيهات التربوية الخاصة بمادة اللغة العربية إلى تحقيق مجموعة من الكفايات تنحصر في: •تنمية الكفاية القرائية. •تنمية المكتسبات المهارية القبلية وتعزيزها. •تنمية الكفاية التواصلية والمنهجية لدى المتعلم. ويؤشر هذا الترتيب على العلاقة التلازمية والعضوية التي تحكم هذه الأهداف، إذ من غير الممكن الحديث عن تعزيز المكتسبات القبلية أو تنمية الكفاية التواصلية والمنهجية مع عدم وجود الأرضية التي تمثل القراءة أهم مستوياتها، مما يشرع السؤال عن مدى تحقق الكفاية القرائية في مسار التعلمات الخارج فصلية أو الممتدة، وبالتالي ما مدى تحقق باقي الكفايات المرتبطة بها ارتباطا عضويا، ولاسيما بالنسبة للمؤلفات ذات الطبيعة النقدية المقررة للسنة الأولى والثانية بكالوريا. يقر معظم الباحثين بصعوبة تعريف القراءة تعريفا جامعا نظرا لتعدد أنواعها إلى حد جعل البعض يرى أن القراءة تتعدد بتعدد القراء، بل قد تختلف حتى عند القارئ نفسه من مرحلة إلى أخرى حسب النضج المعرفي، وعلى الرغم من ذلك يمكن الوقوف على بعض التعاريف التي تقدم للقراءة، ومنها أن القراءة هي: التلقي الإيجابي للنصوص، لا الاستسلام لها والوقوع في أسرها. معرفة الطريقة التي كتب بها النص، أي كيفية تشكله. بناء محاور النص من أجل التوصل إلى ما يشكل تفرده وتميزه عن سواه من النصوص. عملية غير محايدة تقتضي تدخل القارئ بمعارفه المسبقة وذخيرته المكتسبة من خلال قراءاته السابقة لنصوص مماثلة. و من هنا يمكن القول إن القراءة عملية تستأنس بقدر معلوم من النقد على المستوى النظري، وتحتضنه على مستوى الممارسة الإجرائية، لكنها في المقابل تتميز عنه باتساع أفقها وعدم خضوعها المطلق لصرامة قوانينه، مما يمنحها إمكانية الجمع بين مجموع النظريات النقدية التي تراكمت عبر مختلف المسارات، فهي "تبدأ من أبسط عمليات النقد سواء في الاستمتاع والذوق أو في الموازنة والتثمين، و قد ترتقي من خلال ذلك كله إلى صيغ التجريد في المبادئ والأحكام"، غير أن مفهوم الكفاية القرائية بالنسبة للمتعلم لا ترقى إلى هذا المستوى، بل هي عملية تهدف إلى فهم المقروء وتحليله وتركيبه و تقويمه بالاستناد إلى محددات مرجعية تعمل على تكييف الإمكانات النقدية وفق مقتضيات الوضعيات التربوية، فإذا كان فعل القراءة إجمالا يتمتع بقدر كاف من الحرية على مستوى الاختيارات التي تتيحها النظريات النقدية، مما يجعل عمل القارئ قائما على التحول والانتقائية الخاضعة لظروفه الخاصة، ومدى الألفة التي يقيمها مع النص، فإن القراءة من زاوية التصور المدرسي تفقده الكثير

Analytics

Added to PP
2024-01-16

Downloads
109 (#96,129)

6 months
40 (#97,317)

Historical graph of downloads since first upload
This graph includes both downloads from PhilArchive and clicks on external links on PhilPapers.
How can I increase my downloads?