Abstract

استجاب "بنزرام" لصلوات شيطانه، فقَتَل َم ْن قَتَل، واغتَ َف من َعَّنف... و َكتب ا ْغتَ -ب ُخْب ِث ِجّني أ ْر َعن- في سيرته َصب، و َعَّن الذاتية: "لو كان هناك كائن مجرم بالسليقة والفطرة فهو أنا. خرقت ِز في ما مضى من عمري كل قانون َل ْن ُ وضعه الرب والبشر، ولو أ أي قانون آخر سأخرقه وأنا مغمور بالسعادة. أنا على يقين أن مجرد معرفة أنني خرقت كل القوانين السماوية واألرضية سيرضي كل البشر المقهورين. الكثيرون يتساءلون لماذا أنا على ما أنا عليه. ولماذا أفعل ما أفعله. وال يشغلهم إال القب ُض علي، يجربون قوتهم معي، يدينون ني ويرسلونني إلى أحد سجونهم لعدد من األعوام، ثم يحّولون حياتي جحيما أثناء سجني، ثم يطلقون سراحي مرة اخرى. لو كان لدى أحدهم نمر صغير حبسه في قفص، وأساء معاملته حتى صار متوحشا ومتعطشا للفتك، ثم فتح له باب القفص فجأة، وتركه طليقا من يصادفه في العالم... حتما سترتفع ضجةُ ليفترس كل االحتجاج ويزداد العويل... ولكن إذا فعل بعض البشر الشيء نفسه لبشر آخرين، نجد الناس مذهولين مندهشين، بل مصدومين... وقتلوا. لقد فعلوا كل ذلك معي... ثم ال يعجبهم بعد ذلك أن أ قهم من الكأس قد يقع البعض ضحية االجتذاب إلى دائرة منطق التسويغ والتبرير الذي يتأتى من طريق "إحساسنا بأنه ال يمكن لكل هذه األفعال 1 الشريرة أن تصدر إال عمن كان له في المعاناة باع كبير" . استنادا إلى فرضية مفادها: إن الحياة بأكملها ليست لديها النية وال القصد في أن تعامل أولئك المتنمرين العنيفين بعدل! لكن ثمة فرضية أخرى تفيد أن المتنمرين يهدرون كل الفرص التي تتاح لهم في أن ينصلحوا...إنهم عنيفون مع سبق اإلصرار، ألنهم اتخذوا قرارا بإفالت زمام السيطرة على الذات. إنهم يقدمون أنفسهم بكل المكر في قناع الضحية، بقصد استمالة التعاطف. علينا الحذر من الوقوع في 2 شرك "الفخ الذي ينصبه المنحرفون" . إن النمر ال تحتاج إلى أن َس أو تُ َي ه إلى جحيم كي تتخلق لديه غريزة الفتك ْن َحِب َحّو َل حياتُ واالفتراس.